f مدونة إعادة نظر: 2011

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

هكذا يموت الفلاسفة




إذا صحت مقولة الفيلسوف الألماني كارل ياسبرز حول كون قيمة الفلسفة تكمن في طرح التساؤلات وليس في الإجابة عليها، فالأطفال يولدون فلاسفة بلا شك، بل ومشتغلين بجوهر الفلسفة، أي التساؤل.

سألني مرة طفل في ربيعه الرابع عن سبب خلق الكلاب، ولجهلي أنني أقف أمام فيلسوف حقيقي، أجبت باستخفاف وتبرم ظاهر"لحراستنا من اللصوص"، «وهل اللصوص أشرار؟" سأل مرة أخرى. حتى إذا ما أجبت بنعم قاطعة ظانا أنها تضع حدا لسيل الأسئلة، سكت الصغير هنيهة ثم عاد ليسأل "إذا كان اللصوص أشرار، فلماذا خلقهم الله؟". لقد كان محاوري الصغير يطرح ذات السؤال الذي حار فيه المتكلمون وأسال أصحاب المقالات من الفلاسفة: لماذا خلق الشر؟

الجمعة، 24 يونيو 2011

عن الوطنيين والمناضلين الجدد






الكلمات الكبيرة فقاعات صابون، براقة ومنتفخة، لكنها فارغة وسرعان ما تتبدد كأن لم تكن، ونحن اليوم في موسم الفقاعات. لهذا السبب صار طقس اعتيادي مثل قراءة جريدة أمرا فوق طاقتي، فالجرائد هذه الأيام والمواقع الإلكترونية بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي تعيش تخمة نضالية ووطنية تجعلتها تتجشأ الكلمات الكبيرة طوال الوقت.


الثلاثاء، 22 فبراير 2011

20 فبراير .. هذه شهادتي




تدوينتي هذه أعتبرها شهادة متأخرة بـ 44 ساعة، شهادة لم يكن من الممكن كتمانها رغم إدراكي لكونها نغمة نشاز لا تنضبط لنوتات المعزوفة الجماعية التي تدق الآن. كنت هناك يوم 20 فبراير، وهذه إفادتي أختار أن تكون مصورة. فهناك شيء ما في نظرة طفل كان يرفع لافتة كتب عليها: "أنا مع الملكية ومطالب 20 فبراير" يظهر أنه لم يكن عميلا ولا مخربا، وهناك سر ملائكي في ابتسامة صغيرة وقفت بجواره يسقط عنها إفك الفتنة.




الخميس، 10 فبراير 2011

النباهة والاستخراف



إذا كان الشهيد على شريعتي قد اسهب في الحديث عن مفهوم "الاستحمار"  باعتباره اسلوبا ممنهجا لقتل نباهة الشعوب المستعمرة، فأن أحداث الثورتين التونسية والمصرية وما صاحبهما من نقاش حول التغيير في البلدان العربية، تمكن من رصد نمط آخر لاغتيال النباهة يمكن تسميته "الاستخراف"، وهو أيضا أسلوب ممنهج  من التشويه والمسخ بغية دفع الشعوب إلى إدراك ذواتها كقطعان ماشية، يمكن أن تتعرض للهلاك أو الفناء إذا رفعت عنها العصا الغليظة التي يهش بها الحاكم، ويجعل من الحاكم شخصا خارقا ذو تركيبة جينية خاصة، كلف بمهمة إلهية تتمثل في قيادة الخراف الضالة إلى المراعي الآمنة، في ضوء المتغيرات الإستراتيجية وموازين القوة الدولية و المؤامرات الخارجية وغيرها من المصطلحات الكبيرة التي تسحر بها أعين الناس. الاستخراف هو عين ما عناه مثلا نائب الرئيس المصري عمر سليمان حين صرح بأن الشعب المصري غير مؤهل بعد للديمقراطية.