f مدونة إعادة نظر: 20 فبراير .. هذه شهادتي

الثلاثاء، 22 فبراير 2011

20 فبراير .. هذه شهادتي




تدوينتي هذه أعتبرها شهادة متأخرة بـ 44 ساعة، شهادة لم يكن من الممكن كتمانها رغم إدراكي لكونها نغمة نشاز لا تنضبط لنوتات المعزوفة الجماعية التي تدق الآن. كنت هناك يوم 20 فبراير، وهذه إفادتي أختار أن تكون مصورة. فهناك شيء ما في نظرة طفل كان يرفع لافتة كتب عليها: "أنا مع الملكية ومطالب 20 فبراير" يظهر أنه لم يكن عميلا ولا مخربا، وهناك سر ملائكي في ابتسامة صغيرة وقفت بجواره يسقط عنها إفك الفتنة.










كنت هناك ورأيت كل وجوه هذا الوطن، كل الأعمار وكلا الجنسين. أناس لهم نفس السحنة واللكنة والحلم، لا تبدوا عليهم علامات التآمر ولا أمارات الخيانة. رأيت طلبة متمرسين على الشعارات الكبيرة التي تترك رنة في أذنك وأنت تسمعها، ورأيت شبابا تشتم أنفك الإيديولوجيا وأنت تبصر لافتاتهم، ورأيت أيضا بسطاء كثيرين جدا أثقل الغلاء كاهلهم وصمت عنهم الآذان فوجدوا بعض العزاء في إسماع أصواتهم للفراغ. رأيت قليلين أشاركهم الأفكار، وكثيرين أشاركهم الوطن والأمل.






و سمعت هتافات رددتها وأخرى صمت وأنا أتركها تمر إلى أن تتبدد وحدها، فزمن الشعارات الحمراء المتكلفة شاخ، ولا يمكث في الآذان سوى اسم الخبز وشكوى من فاتورة ماء وكهرباء، وبعض الإدانات لفاسي هرم، وشعار يدوي في الفضاء: الملك ملكنا والفساد عدونا.






تدوينتي هذه دفاع عن أولائك الذين ابتسموا وأنا ألتقط لهم الصور،عن آخرين أخفوا وجوههم ، وعن أدرع تشابكت وهي تحمي.. قدر جهدها، أدرع بريئة أريد لها أن تكون الذئب في قصة يوسف النبي. لقد ظلم كل من ذكرتهم مرتين. مرة حين وصموا بالتآمر والتخريب بجريرة آخرين تركوا يرهبون وينهبون مدنا بأكملها لساعات .. فقط كي نلقن أننا بشر دون البشر، ولا يمكن أن نفتح أفواهنا دون أن نعض. ومرة حين تسلق ظهورهم أقزام على الفيس بوك ظنوا أنهم إذ يعتلون، ببياناتهم الشوفينية المريضة، ظهور البسطاء قد يصبحون عمالقة.






هذا ما رايته، أنقله لكم وفاء ليد لوحة بشارة النصر، ولفتاة هزيلة لا تكاد العين تبصرها، تظن وأنت تسمعها تصدح بالشعار مخفية بين القامات الطويلة،أنها الأرض تحتك تهدر بالهتاف. وتبرئة لإمرأة زغردت من شرفتها، وأب كان يمشي في المسيرة متوسطا ابنتيه، كأنه يعلمهن كيف يمشي المرء منتصبا في زمن الطأطأة.


 هذه شهادتي:


















هناك 4 تعليقات:

  1. "لقد ظلم كل من ذكرتهم مرتين. مرة حين وصموا بالتآمر والتخريب بجريرة آخرين تركوا يرهبون وينهبون مدنا بأكملها لساعات .. فقط كي نلقن أننا بشر دون البشر، ولا يمكن أن نفتح أفواهنا دون أن نعض. ومرة حين تسلق ظهورهم أقزام على الفيس بوك ظنوا أنهم إذ يعتلون، ببياناتهم الشوفينية المريضة، ظهور البسطاء قد يصبحون عمالقة."


    هاته خلاصة كل تلك الكلمات التي قرأتها لك أخي هنا وأنت تصف يوم 20 فبراير كما عشته
    صدقني طيلة اليوم كنت أتعاطف مع كل المتظاهرين رغم التخوف الذي كنت أشعر به، كنت أتمنى ألا ت!طالهم يد الظالمين فتعذبهم... لكن بعد نهاية كل ذلك بدأت نتائج المسيرة تظهر في مدينتنا ومدن عديدة .. هكذا رأيت ذلك اليوم رعب في رعب لم نعتده في بلد أمن وأمان
    أعجبتني مدونتك :)
    سأظل متابعة وفية لها
    سلاموو

    ردحذف
  2. شكرا على المشاركة، أنا لا أعرف كثيرا عن الوضع المغاربي كما كنت لا أعرف كثيرا عن تونس!

    ردحذف
  3. @ مغربية
    بالتأكيد كلنا ضد الشغب وضد التخريب الذي حصل، لكن هذا لا يجب أن يحجب عنا صور ومطالب من خرجوا للتظاهر بشكل سلمي وحضاري.

    سررت بمرورك، ودمت مبدعة.

    ردحذف
  4. @ Rana
    الشكر لك، مرحبا بك دائما

    ردحذف